![]() |
الأخت نرجس قلب يسوع |
الأخت نرجس عندما تكون الموسيقى رفيقة درب الإيمان
في عائلةٍ مؤمنة، تعلّمت الأخت نرجس حنطي للقلب الأقدس دروسها الإيمانيّة الأولى.
وعلى أيدي والدَين تقيَّين، نهلت محبّة الكنيسة والتعلّق بطقوسها.
فواظبت منذ نعومة أظفارها على حضور القدّاس اليوميّ والاشتراك في نشاطات الكنيسة كافة.
تعلّقت حنطي بالألحان الكنسيّة المشرقيّة، وأبرزت في حديثها شغفها بصلواتها الطقسيّة «الزاخرة بلاهوت كنيستنا وروحانيّتها والمتجلّي فيها عمق غناها. فمنها، كينابيع صافية، أستقي حبّ الله الكبير لي وللبشرية جمعاء».
شرعت حنطي في سنّ العاشرة بتعلّم اللغة السريانيّة الشرقيّة (الكلدانيّة) في كنيسة الصعود الكلدانيّة في بغداد، العراق لتواصل مسيرتها متعلّمةً الألحان بحسب كتاب الصلوات على مدار السنة الطقسيّة (الحوذرا).
وتابعت:
«في سنّ الثالثة عشرة حصلت انتقالة نوعيّة لي من تلميذةٍ تتعلّم اللغة والألحان الطقسيّة، إلى معلّمةٍ لها، تبثّ شغفها في تلامذةٍ آخرين.
فهذه الألحان غدت جزءًا منّي، تعلّمت بواسطتها أن أصلّي مرتّلةً ما صلّاه آباؤنا، عبر القرون، من تراتيل كانت لهم سلّمًا نحو القداسة».
شغوفة بتراث كنيستها الموسيقيّ
بانتمائها إلى رهبانية بنات قلب يسوع الأقدس، التي تعتمد الطقس الكلدانيّ في صلاتها الفرضيّة، تنشّأت حنطي روحيًّا وتعمّق تواصلها مع الطقس وألحانه، فازدادت تجربتها غنًى وعمقًا.
سعت حنطي إلى تطوير موهبتها الموسيقيّة، وتقول:
«إنّها لنعمة عظيمة، وفرصة متميّزة أن أتابع دراسة الموسيقى الكنسيّة في قسم قيادة الجوق والتأليف الموسيقيّ في المعهد الحَبريّ للموسيقى المقدّسة في روما، حيث أتممت البكالوريوس والماجستير، وأعقبتهما بأخرى في علم الأصوات الفنّي من جامعة بولونيا الإيطاليّة».
وأردفت:
«لم تغب ألحان كنيستنا وطقوسها عن فكري قطّ؛ ففي كلّ خطوة كنت أتقدمها في دراستي، كان اهتمامي منصبًّا على الإسهام في إحيائها والحفاظ عليها، بالاستفادة من خبرات الكنيسة اللاتينيّة التي قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المضمار».
وشرحت: «ترافَق هذا التدوين مع تسجيل اللّحن بصوتٍ واضح، واجتهدنا لنحافظ، قدر المستطاع، على ما وصَلَنا مشافهةً من تراث؛ فضلًا عن إرثنا من تسجيلات للمطرانَين أفرام بدي وإسطيفان بابكا والأب يوحنان جولاغ وسواهم، ممن أسهموا في حفظ هذه الألحان وتوثيقها لتكون اليوم بين أيدينا».
الموسيقى حاضرة دائمًا
في أربيل، تواصل حنطي نشاطها الموسيقيّ عبر تأسيس جوق الجامعة الكاثوليكيّة وقيادته، حيث تتولّى إدارة الحياة الطالبيّة أيضًا. ورغم مسؤولياتها كمديرة ومحاضِرة في معهد التثقيف المسيحيّ، تقود جوق كاتدرائيّة مار يوسف.
وختمت حنطي:
«مسيرتي في الحياة والرهبنة والموسيقى، رغم بساطتها، مفعمة بحضور ربّنا، ولطالما شعرت بأنّ الله يسندني ويرافقني في كلّ خطوة».
أترك تعليقك الجميل هنا