عيد الصليب في سورية |
عيد الصليب المقدس في بلدة معلولا السورية الارامية
معلولا, الاحد 15 سبتمبر، 2024
عشيّة عيد رفع الصليب المقدّس، تغصّ بلدة معلولا السورية بالمؤمنين المسيحيّين القادمين من مختلف أرجاء البلاد وجوارها.
ويكتسي العيد في البلدة الآرامية، التي تحتضن عددًا كبيرًا من الأديار والكنائس، طابعًا إيمانيًّا عميقًا.
يُنبئ مشهد النيران المشتعلة على قمم الجبال المحيطة بالبلدة والصلبان المُضاءة على وقع أجراس الكنائس، بانطلاق مراسم الاحتفال.
وتبدأ التحضيرات لعيد الصليب في معلولا منذ مطلع سبتمبر/أيلول مع شباب البلدة المعروفين باسم
«شباب الصليب».
كما يشارك الأطفال في سنّ العاشرة وما فوق كنوع من الحفاظ على التقليدَين الكنسي والشعبي.
يرتبط عيد الصليب بالبلدة السورية منذ أكثر من 16 قرنًا (منذ القرن الرابع الميلادي).
وتتحدّث مرويّات كثيرة عن مرور القديسة هيلانة من معلولا في رحلة عودتها من القدس، وتوصيتها ببناء كنيسة التوبة هناك.
ارتفاع الصليب
يحرص أهل معلولا على إحياء عيد الصليب بتطواف يلفّ البلدة القديمة، ومن ثم الصعود نحو قمم الجبال.
ويأتي ذلك بعد أخذ البركة والصلاة من الآباء الكهنة على إيقاع ما يردّده الأهالي باللغتَين العربية والآرامية من أشعار تمجّد الصليب وتمدح القديسة هيلانة وابنها قسطنطين.
يتولّى أهالي معلولا -القاطنون فيها والآتون من خارجها- جميع تفاصيل التحضيرات. وتبلغ ذروتها يوم 12 سبتمبر/أيلول حيث يبدأون بنصب الصلبان والاستعداد لإضاءتها على القمتَين الغربية والشرقية للبلدة؛ فضلًا عن جمع القطع الخشبية اللازمة لإيقاد شعلة الصليب ليلة 13 سبتمبر/أيلول.
ويترافق ذلك مع حناجرهم الصادحة بتسبيح الثالوث الأقدس والقدّيسين شفعاء البلدة.
تجدر الإشارة إلى أنّ النار والصلبان المضيئة لم تفارق جبال معلولا ومنازلها سوى بضع سنوات استطاعت في خلالها مجموعات مسلّحة دخول البلدة، قبل أن تُطرَد منها عام 2014 لتعود مظاهر الاحتفال بعيد الصليب إلى الديار.
خادم الرب
أترك تعليقك الجميل هنا