الشقيقان جورج وجوني جلوف |
رسامة الشقيقان جورج وجوني على مذبح الرب في حلب السورية
بالزغاريد وأناشيد الابتهاج، يحتفل الحلبيون المسيحيون في سوريا اليوم السبت، بالرسامة الكهنوتية للشماسَين الفرنسيسكانيَّين التوأمَين جوني وجورج جلّوف.
ستُمنح الرسامة في صلاة التكريس وبوضع يد النائب الرسولي للاتين في حلب المطران حنّا جلّوف، في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي في حلب.
وفي حديث خاص يروي الشمّاسان أهمّ المحطات التي مرّا بها في طريقهما إلى الدعوة الرهبانية والكهنوتية.
قال جوني:
«شعرت بالبذور الأولى للدعوة في عمر الـ15 سنة وكنت آنذاك مع شقيقي نرتاد الكنيسة بشكل دائم، وكنّا حاضرَين في نشاطاتها وخصوصًا في خدمة القداس.
وذات يوم، كنت أسمع ترنيمة من كلمات القديسة تريزا الطفل يسوع فجذبتني عبارة "في قلب الكنيسة أمي وجدت دعوتي ألا وهي الحبّ" إذ كنت آنذاك مثلي مثل أي مراهق مفعم بالعاطفة والأحاسيس».
وأضاف:
«فهمتُ أنّ الله دعاني إلى أمر ما ولكن قلت في نفسي إنّني ما زلت صغيرًا وأريد أولًا تحقيق حلمي بدراسة الطب.
لكن بعد نحو سنة ونصف السنة عادت فكرة الدعوة من خلال سماعي في إحدى المرات مثل ملكوت السماوات، والذي يشبه رجلًا باع كلّ ما لديه من أجل اقتناء اللؤلؤة، وبعد تأمُّل فهمت أنّ اللؤلؤة ما هي إلّا إلهنا الذي أنا بحاجة إلى أن أتبعه».
الشقيقان جورج وجوني جلوف |
وتابع جوني:
«بعد بداية الحرب في سوريا تساءلت عن معنى حياتي.
وذات يوم، فيما كنتُ أصلي الأبانا توقفت عند جملة
"لتكن مشيئتك".
هنا هزنّي صوت داخليّ قائلًا لي:
"أنت تقول لتكن مشيئتي لكنّك تفعل مشيئتك".
كذلك، لفتتني مرة وبشكل غير مسبوق صورة لقلب يسوع، وعندما مسكتها أردت النظر إلى ما هو خلفها فقرأت عبارة
"أعطني النفوس وخذ الباقي"
؛ فهمت لاحقًا رغبة الله في أن أكون طبيبًا للنفوس وليس للأجساد. وقد اتخذت من هذه العبارة شعارًا لخدمتي الكهنوتية».
من جهته، يؤكد جورج شعوره بالدعوة بين عمر الـ13 والـ15 سنة، ولكنّه لم يولِ الفكرة الجدية المطلوبة، لإدراكه أنّه ما زال صغيرًا لدخول الدير، ولطموحه بدراسة الإخراج السينمائي.
كما لم يعنِ له (إلّا لاحقًا) الحلم الذي رأى نفسه فيه مرتديًا الثوب الفرنسيسكاني ويكتب قرب المذبح صلاة للقديس فرنسيس الأسيزي.
وقال:
«رافقتني جملة من المزامير "لا أخاف سوءًا لأنّك معي"، لذا كنت أطلب من الله القوة كي أكون دائمًا عنده
(من خلال الصلاة وخدمة القداس).
وفي إحدى المرات أخبرني جوني أنّه قرر دخول الدير، وما هو إلّا وقت قصير حتى قلتُ له إنّ لديّ الشعور نفسه تجاه هذه الدعوة، وأحسستُ من دون تفكير أو خطة مسبقة بأنّ هناك يدًا تدفعني إلى اتخاذ قرار الدخول إلى الحياة الرهبانية».
وأضاف:
«الآية التي اخترتها شعارًا لخدمتي الكهنوتية
"من أجلكم أكرّس ذاتي".
إذ تنطوي على قصص كثيرة وسنين من التأملات والخبرات التي عشتها بحضور الربّ، ولا سيما في خدمتي في حلب بعد الزلزال.
ومتى تأمَّلنا هذه العبارة قد نعتقد للوهلة الأولى أنّها تخصنا، لكنّها في الحقيقة تخصّ الشعب كلّه والكنيسة. أيضًا، من خلال هذا الشعار أريد أن أكون يدَي يسوع وقدمَيه وفمه وقلبه».
وشرح جورج:
«كما اختبرتُ يدَي يسوع اللتين انتشلتاني من خطيئتي وحضنتاني دليلًا على حبه لي، هكذا أريد أن أكون تلك الأداة التي تربط بين الله والناس من خلال سرّ الكهنوت».
وختم الشماسان حديثهما بكشفهما عن صدمة والديهما بعد إخبارهما بشأن رغبتهما في دخول الدير، وعن تأثرهما وبكائهما؛ خصوصا أنّ إخوتهما الثلاثة الأكبر منهما والمقيمين في هولندا كانوا يعملون على تحضير الوثائق المطلوبة لتأمين سفرهما إلى هولندا، لكنّ معاملة الدعوة كان تتعقد تماشيًا مع إرادة الربّ بأن يسير الشقيقان جلّوف على طريق من نوع آخر.
خادم الرب
موقع مليون مسيحي
أترك تعليقك الجميل هنا