احدى الكنائس في مدينة سدني الاسترالية
السريان الكاثوليك في استراليا يشيدون كنائسهم الرائعة
رغم حضور السريان الكاثوليك في أستراليا منذ قرابة نصف قرن، ورغم استقبال الكنائس اللاتينيّة الشقيقة لهم بمحبّة وطيب خاطر ليحتفلوا بالقداديس والعمادات والزيجات والدفنات وسواها بحسب طقسهم السريانيّ الأنطاكيّ، لم يتوقف سعيهم إلى إنشاء كنائسهم الخاصّة مذ كانوا رعيّةً صغيرة.
تبلورت الفكرة مع ازدياد أعداد الرعايا وأبنائها المهاجرين من أوطانهم التاريخيّة في العراق وسوريا وتركيا، مختارين أستراليا وطنًا جديدًا.
وفي هذا الإطار، أعلن الخورأسقف فاضل القس إسحق، راعي إرساليّة الروح القدس في ملبورن، عن قرب تكريس «كنيسة الروح القدس» في ملبورن، عقب انتهاء العمليات الإنشائيّة فيها لتتسع لقرابة 400 مؤمن.
وشرح إسحق الاختلاف الشاسع في تفاصيل بناء كنيسة بين الوطن وأستراليا، «فالموافقات كثيرة وإجراءات استحصال إجازة بناء تستغرق سنوات وتستوجب دراسة شاملة من قبل الدولة».
لكنّ تزايد أعداد المؤمنين شجّعهم على تشكيل لجنة للبحث عن مكان «ليكون كنيستنا المستقبليّة، مع مراعاة سماح القوانين الأستراليّة ببناء الكنائس في المناطق الصناعية حصرًا» بحسب إسحق.
فاختارت اللجنة شراء هيكل والعمل مستمرّ على إعادة تأهيله ككنيسة، بالتعاون مع أبناء الرعيّة.
وعن الدعم والتمويل اللازمَين للبناء يشرح الخورأسقف فاضل أنّ أستراليا دولة علمانيّة، تكفل حرية الديانة، لكنّها لا تموِّل بناء أماكن العبادة. لذا، نعتمد على أبناء رعيتنا في تمويل بناء الكنيسة، وهؤلاء يتبرعون بسخاء رغم أنّ أغلبهم يعيشون على مساعدات الدولة.
في سياق متّصل، تتابع كنيسة السريان الكاثوليك في سيدني سعيها الدؤوب إلى تشييد كنيسة كبيرة تضمّ مؤمنيها المتزايدة أعدادهم في أعقاب أحداث تنظيم داعش الإرهابي. وفي هذا الصدد، كشف الأب يوحنا إينا كاهن الرعيّة في سيدني لـ«آسي مينا» عن قرب وضع الحجر الأساس لـ«كنيسة العائلة المقدسة» لتستوعب قرابة 700 مصلٍّ، وتكون ثاني كنيسة للسريان الكاثوليك في سيدني إلى جانب كنيستهم الأولى «مريم أمّ الرحمة».
وأضاف إينا:
«نبني كنائسنا بتبرعات مؤمنينا». وتابع «هناك أيضًا مساهمة من الأنشطة الكنسيّة فضلًا عن الاقتراض من الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية. ولا ننسى إسهام غبطة أبينا البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان في شراء أرض الكنيسة. فالدولة لا تُسهم في البناء، بل تفرض رسومًا على بناء الكنيسة أو شرائها باعتبارها مشروعًا تجاريًّا».
فتحت الكنيسة اللاتينيّة أبوابها بمحبّة للسريان الكاثوليك ليحتفلوا بطقوسهم. ويقابل السريان حسن الضيافة بالتبرّع للكنيسة اللاتينيّة، التابعين لها هناك.
ويقصد السريان الكاثوليك المدارس أو الملاعب، والكنائس الكبيرة إذا توفرت، للاحتفال بالأعياد والمناسبات الكبرى، بانتظار إنجاز كنائسهم لتستوعب احتفالاتهم الطقسيّة وأنشطتهم الكنسيّة وأعداد مؤمنيهم المتزايدة.
خادم الرب
موقع مليون مسيحي
أترك تعليقك الجميل هنا