أخر الاخبار

ما هو تذكار جمعة الموتى المؤمنين شاهد التفاصيل

تذكار الموتى
جمعة الموتى المؤمنين

 



ما هو تذكار جمعة الموتى المؤمنين شاهد التفاصيل


كل يوم نتذكرهم مهما غابوا معنا باقون امواتنا في قلوبنا ساكنون.

والليلة في ذكرى جمعة الموتى نرفع صلواتنا على نية راحة نفوسهم.

طالبين منك يارب ان تقبلهم في ملكوتك السماوي وتعزي قلوبنا امين

الراحة الابدية اعطيهم يارب ونورك الدائم فليشرق عليهم

يوم غد "جمعة الموتى المؤمنين " لنتذكر امواتنا ونصلي لراحة نفوسهم.


بارك يارب العائلات التي تجتمع معا في هذه اليوم المبارك.


كن حاضرا بينهم يا رب وارحم نفوس موتاهم وعزي قلوبهم امين




جمعة الموتى


تقول احدى الصلوات التي يتلوها الكاهن بصوت خافت: 


" اهلنا يا رب ان نصنع ذكرا صالحا لكل الاباء الابرار والصديقين في ذكرى جسد ودم مسيحك".


 قد نتسأل عن اهمية وشرعية تذكر موتانا الذين فارقوا هذه الحياة وهم مؤمنين. ان مثل هذا التذكار والممارسات مثل الصلاة والتصدق من اجلهم هي نتائج لشيء اكبر واساسي الا وهو حدث يسوع المسيح الذي اسس الكنيسة.


 هذه ليست مجرد مؤسسة تشغل مكان في زمان معين, بل هي كل المؤمنين بيسوع المسيح الذين توحدوا معا بسبب عامل واحد هو الايمان بيسوع المسيح والاتحاد معه شخصيا:


 " ومَنِ اتَّحَدَ بِالرَّبّ فقَد صارَ وإِيَّاهُ رُوحًا واحِدً"

( 1 كورنتس 6: 16).


 ان كل المؤمنين هم عبر التاريخ والكثير منهم قد افترقوا عن هذه الحياة, ولكنهم قد اصبحوا مع المسيح روحا واحدة, كما نحن ايضا الاحياء اتحدنا معه واصبحنا واحد.


 ان المسيح هو الضمان للتواصل ما بين مؤمني كل الازمنة, بالمسيح نحن نصلي من اجل بعضنا ومن اجل موتانا. 


ان علاقتنا مع المسيح هي مقياس لعلاقتنا مع الاخرين: فكلما نكون صادقين وملتزمين بعلاقتنا معه نكون كذلك مع الاخرين.


 ان علاقتنا مع المسيح تقوم على اساس المشاركة في كل مشاعره ورغبته الخلاصية: 


" فإِنَّه يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ ويَبلُغوا إِلى مَعرِفَةِ الحَقّ" 

( 1 طيمثاوس 2: 4).


 ان صلاتنا من اجل من سبقنا تهدف الى راحة نفسه وخلاصها, بالطبع خلاص هؤلاء لا يتوقف فقط على من يصلي من اجلهم, لان الخلاص هو الانغماس في حياة المسيح من خلال الاسرار, ولكن صلاتنا من اجلهم هي تعبير عن وعيش خلاص المسيح الذي وحدنا وجمعنا في علاقة شراكة, هذه الصلاة هي جهد يقوم به اعضاء جسد واحد لتبقى متضامنة مع بعضها وجوهر الخلاص هو التضامن.


 صلاتنا من اجلهم هي رباط اخر يشد اعضاء جسد المسيح, والمسيح لن يسمح بان يهلك جزء من اعضاء جسده المترابطين. ايضا علاقتنا مع بعضنا هي مقايس لعلاقتنا مع المسيح, انجيل اليوم ( متى 25: 31-46). 


يسوع يضم الى نعيمه الابدي كل من تضامن مع اخيه الضعيف والمحتاج.


 باتحادنا مع بعضنا هنا في هذه الحياة نتحد ايضا فيما بعدها ومع المسيح متوجهين الى الى مصيره هو , اي الابدية.


 هنا وفي علاقتنا مع بعضنا, مع من سبقنا ومات التضامن المبني على حب المسيح هو من يقرر مصيرنا الجماعي, تذكرنا لموتانا هو عكس روح الجماعة الذي كلما عشناه حقا نقترب من خلاصنا




قيامة الأموات 


وقيامة المسيح هي حجر الزاوية تستند إليها قيامة الموتى المؤمنين.


 فالقيامة لبُّ التعليم المسيحي و محور حياة المسيحيين، والرجاءُ الذي يسند جهادهم. إن كان الموتى لا يقومون ، فالمسيح إذن لم يقُم. وإذا لم يقم المسيح باطلة كرازة الرسل ومعها باطلٌ إيمان من صَدَّقهم و تبعَ المسيح.


 وما نفعُ الرسل أن يكذبوا ويتألموا في سبيل شيءٍ لا يُكسِبُهم لا مالا ولا جاهًا ، بل إضطهادًا وشدائد؟. 


وهل يُمكن أنْ يُؤَّيدَ اللهُ بشارةً يقودُها دَجّالون فيُعينُهم ويجري على يد الرسل معجزاتٍ (مر16: 20)، ويستجيبُ لِطلَبهم (أع4: 29-31)؟. إنَّ خبر معجزاتهم لمْ يدُرْ سِرًّا في حلقة التلاميذ وحدهم. 


بل أكَّده الشعبُ كلُّه وحتى الرؤساء الدينيون الذين عزموا على قتل الرسل أيضًا (أع5: 33)، فقالوا :


” ماذا نفعلُ بهم؟. 


فكلُّ سكان أورشليم يعرفون أنَّ هذه الآية

 { شفاء كسيح الهيكل، أع 3: 6-10} 

المُبينة تمَّت على أيديهم ، ولا نقدر أن ننكُرَها..” 

(أع4: 16).


لم يكن لا معقولاً ولا بَنَّاءًا ولا مُفيدًا لِوَلا واحدٍ أن يختلقَ الرسلُ من عندهم أخبارًا ينشرونها كَذبًا، لاسيما وهي خطيرة تُهَّددُ حياتهم، وهم لا حولَ لهم ولا قُوَّة للدفاع عن أنفسهم. 


وهل يعقلُ أن يضع الرسل أنفسَهم في فم المدفع، ويتحَّملوا السجن والتعذيب من أجل لا شيء؟. لذا ما يُبَّشِرُ به الرسل ليس أمرًا ” مُلَّفَقًا ” كما قال بطرس: 


” إننا لم نتَّبِعْ خُرافاتٍ مُلَّفقة حين أطلعناكم على قُوَّةِ رَّبِنا يسوع المسيح ..”(2بط1: 16). 



بل هي الحقيقة التي لم يفكروا بها بل عاشوها ولا يستطيعون أن يكذبوا فينكرونها أو يسكتون عنها. حذَّرهم القادة الأحبار و أمروهم بألا ينطقوا بآسم يسوع وأنذروهم بسوء العاقبة إذا خالفوا.


 فأجابهم رئيسُ الرسل :


” أنتم أنفُسُكم احكموا هل الحَّقُ عند الله أن نطيعَكم أم أن نطيعَ الله؟. أما نحن فلا يمكننا إلا أن نتحَدَّث عما رأينا وسمعنا ” 

(أع4: 19-20).


 ومن هذا المنطلق كرازة الرسل حقيقةً قبلها الناسُ أم رفضوها. لا تسند البشارة لا إلى قبول الناس لها ولا إلى منطقيةِ فحواها، ” ولا إلى أساليب الحكمة البشرية في الأقناع، بل تستندُ على ما يُظهرُه روحُ الله وقُوَّتُه ، وحتى يستند إيمانُ المسيحي على قدرة الله، لا على حكمة البشر”

 (1كور2: 4-5).


 فقيامة المسيح هي فعلُ القدرة الألهية. وكذلك قيامة الناس حقيقةٌ إيمانية ضمنتها قيامة المسيح.




كيف يقومون

 

دعا الرسول الكورنثيين إلى عدم التيه بسبب معاشرة أُناسٍ سيِّئين وغير مؤمنين، “عودوا إلى وعيكم ولا تخطأُوا”. 


كانوا يعترضون على القيامة إذ يصعبُ عليهم القبولُ بأنَّ جسدًا فسُد في القبر وأكله الدود ولمْ يبقَ منه أثرٌ أن يعودَ الى الحياة.


 فآعترضوا على بولس:” جَيِّد وبأيِّ جسدٍ يعودون”؟. 


كما جهلَ نيقوديمس قوة الروح القدس فردَّ عليه يسوع :” أَ تجهلُ هذا وأنت معَّلمٌ في إسرائيل؟.


 نحن نتكلم بما نعرفُ ونشهدُ بما رأينا ” (يو3: 9-11)، هكذا يرُّدُ بولس ويكتب للكورنثيين أنهم مؤمنون لكنهم يجهلون الله، وأنَّ ما يبَّشرُ به هو يتم بقدرةٍ إلهية وليس بقوة الأنسان، وما يُعلنه هو شهادة معاينة وسماع وليس خيالاً.


 هذا ما تعَّلمه الرسل من المسيح نفسِه، وعاينوه فيه.


 لم يكونوا يؤمنون بالقيامة قبل موت المسيح رغم ما أنبأَهم به، إلا لمَّا شاهدوا موته ودفنوه ثم عاينوه حَّيًا، وجهًا لوجه ، يُحَّدثهم ويأكلُ معهم (لو24: 36-45).



 من خلقَ الجسد؟. أ ليس هو الله؟. 


فخالقُه قادرٌ أنْ يُزَّودُ المَيِّتَ، أن يُلبسَ روحَه جسدًا آخرًا يتكَّيفُ مع الوضع الجديد، فقال بولس:


” يُدفنُ الجسدُ جسمًا بشريًا ويقومُ جسمًا روحانيًا”. كما كان جسمُ يسوع بعد القيامة بحيثُ لا يخضع لقوانين الطبيعة الحِّسية ولكنه يقدرأن يُلَّبيَّ حاجة الأنسان في حياة الراحة الأبدية. 


ويُبرهن على ذلك بمثال إختلاف الجسم من كائن حَّي الى آخر، وبآختلافِ بهاءِ الأجسام السماوية عن بعضِها. وبما أنَّ الموتَ لا يفنى الروح بل تستمرُّ في الحياة، وجسدُها 



“ترابيٌّ يعود الى التراب” (تك3: 19)، ولا ” يقدر فالأنسان يستمرُ ويحيا بشكل روحاني. لمَّا عاش على جَّنة الأرض إحتاج الى جسم أرضي، لكنه إذا آنتقلَ إلى جَّنة السماء الروحية لا ينفعه الجسد الترابي فيزول، بل يحتاج الى جسد روحاني فيُحَّولُ اللهُ الجسد المادي الى روحاني لكي يحيا حسب قانون وحاجة الجنة الروحية.


 يُؤَّكدُ الرسول أنَّ ما هو” لحمٌ ودم / مادي” لا يمكن أن يرث ملكوت السماء الروحي. كذلك لا يمكنُ للجسد المائت أن يرثَ الخلود. إذن يجب أن تتغَيَّرَ أجسادُ المائتين، و” لا بُدَّ للمائت أن يلبسَ ما لا يموت، وللفاسد الفاني أن يلبسَ ما لا يفسد “.


 وهذا الجسد غير المائت وغير الفاسد سمَّاه الرسول ” الجسدَ الروحاني”. إذن حتى يحصلَ الأنسان بعدَ الموت على الجسد الروحاني كان يجب أن يزول المائت أولاً.



 وقد شَبَّههُ بولس بحَّبة بقول تُزرَع. حتى تنبت وتُعطي سُنبُلا، فتحيا بشكل مختلف وأفضل، يجب أن تموتَ أولاً فيفنى كيانها الفاسد. إنْ لم تمت في الأرض لن تستمرَّ بالحياة بشكل أحسن، في شكل سنبلة وثمرٍ كثير كما قال الرب يسوع (يو12: 24).  


فموت الجسد الحّسي الترابي ضروريٌ ليتحَّول الى جسد روحي خالد. إنَّها عمليةٌ حياتية يُجريها الروح الألهي، تستحيلُ على البشر. فالموتى يقومون إذن وبأجساد روحية، وموت يسوع المسيح شهدَ على ذلك. يقول متى عن موت يسوع، لمَّا أسلم الروح :” إنشَّقَ حجابُ الهيكل..، تزلزلت الأرض، تشَّققت الصخور، وآنفتحت القبور، فقامت أجسادُ كثير من القدّيسين الراقدين.. وظهروا لكثير من الناس” (متى 27: 51-53). 





القراءات الكتابية جمعة الموتى المؤمنين



القراءة الأولى: حز 37: 1-14



اجلسوا وأنصتوا إلى نبوة حزقيال، بارخمار


وكانت عليَّ يدُ الربِّ فأخرجني الربُّ بروحِهِ وأنزلني في البُقعةِ

 وهي ممتلئةٌ عظاماً، وأَمَرَّني عليها من حولِها ونظرتُ فإذا هي

 كثيرةٌ جداً في البُقعةِ ويابسةٌ جداً، فقال لي:


 يا ابنَ البشرِ أتُرى تحيا هذهِ العظامُ. فقلتُ: أنت تعلَمُ يا ربَّ الأرباب، فقال لي:      

 تنبأ على هذهِ العظامِ وقُل لها   أَيَّتها العظامُ اليابسةُ اسمعي قولَ الرب،

 هكذا يقولُ ربُّ الأربابِ لهذهِ العظام: هاءَنذا أُدخل فيكِ روحاً

 فَتحيَين، وأجعلُ عليكِ عَصَباً وأُنشِئُ عليكِ لحماً وأبسُطُ عليكِ جِلداً

 وأَجعلُ فيكِ روحاً فتحيَيْن وتعلَمين أنّي أنا الربُّ”.


 فتنبَّأتُ كما أَمرني، فكان حين تَنبَّأتُ صوتٌ وزِلزالٌ فتقاربتِ العِظامُ كلُّ عظمٍ

 إلى مَفصِلِهِ، ثمّ نظرتُ فإذا بالعَصَبِ واللحمِ قد نشئا عليها وبُسِط

 عليها الجِلدُ من فوق ولم يكن بها روحٌ. فقال لي:



 تنبَّأ على الروحِ

تنبَّأ يا ابنَ البشر وقل لِلرّوحِ: “هكذا يقولُ ربُّ الأربابِ: هلُمَّ أيها

 الروحُ من الرِياحِ الأربعِ وهُبَّ في هؤلاءِ المقتولين فَيحْيَوا”.

 فتنبَّأتُ كما أمرني، فدخل فيهمِ الروحُ فحَيُوا وقاموا على أرجُلهم

 جيشاً عظيماً جداً  .




القراءة الثانية: ابن سيراخ 44: 1-27؛ 45: 1-6



أنصتوا إلى حكمة ابن سيراخ، بارخمار


وأنا أيضاً أمدحُ أهلَ الفَضلِ آباءَنا الّذين كانوا في أجيالهِم، بكرامةٍ

 عظيمة نختَصُّهم. 



وعَظَمَتُهُم كلُّها مدى أحقابِ الدّهر، أظهروا آياتٍ

 بنبوّتهم ومشوراتٍ بِفَهمِهم، الحكماءُ تعلّموا بحكمتِهم والمُسلَّطون

 أعلنوا مَحامِدَهم، على يدِ القِيثاراتِ والكنَّارات والنّاطقين بالأمثال

 في كتاب الأَنام ذوي العزّة وعلى يدِ المعتضدين بالقوّة المُطمَئنِّين

 في ثباتِهم، هؤلاءِ كلُّهم أُكرِموا في أحقابِهِم وفي أيامِهم محامِدُهم،

 فمنهم من خَلَّفوا اسماً تُذكَرُ بهِ محامدُهم، ومنهم من لا ذِكرَ لهم فبادَ

 كما بادوا هم، أمّا أُولئك أهلُ الفضلِ والعدلِ فإنّ فضلَهم لا يزول،

 ومع ذُرّيتِهم تدومُ غِبطَتُهم. 


أصْلُهم لأولادِ أولادِهم، وفي عهدِهم

 يثْبُتُ نسلُهم وأما بنو بنيهم فبِالأعمال ِالصالحة، وإلى الأبد يدوم

 ذِكرُهم وكرامتُهُم لا تُنسى، أجسامُهم ضُمَّت بالسَّلام واسمُهم حيٌّ

 من جيلٍ إلى جيلٍ، وبمحامدِهِم يُخبِرُ الشعب، نوحٌ البارُّ وُجد في

 جيلهِ سالماً، وفي زمانِ الطُّوفانِ صار بدَلاً عنِ العالم. ومن أجلِه

 صارَتِ النّجاة، وأقسم اللهُ بان لا يكون الطُّوفانُ من بعدُ القَسَمَ الذي

 أقسمَ لهُ بالحقِّ أنهُ لا يُبادُ كلُّ ذي جسدٍ.




القراءة الثالثة: 1قور 15: 34-57



من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل قورنثية يقول: يا إخوة،

 بارخمار


أيقظوا قلوبكم بالبِّرِ ولا تخطَأوا، فإنَّ ثمَّ أُناساً لا معرفةَ لهم بالله.

 أقولُ هذا لخِزْيِكم، يقولُ قائلٌ منكم: “كيفَ يقومُ الأمواتُ وبأيِّ جسدٍ

 يأتون”. 


 أيها الجاهلُ، إنَّ الزَّرعَ الذي تزرعُهُ إن لم يَمُتْ فلا

 يعيش، وذلك الشيء الذي تزرعه لستَ تزرعُ ذلك الجِسم الذي هو

 مزمِعٌ أن يكونَ. بل حبَّةً عاريةً من الحنطةِ أو مِن الشّعير أو من

 سائر البُزُورِ، ولكنَّ اللهَ يَهبُ لهُ جسماً كما يشاءُ ولكلِّ واحدٍ من

 البُزورِ جسمَ طبعهِ، وليس كلُّ جسدٍ سواءً بل للإِنسان جسدٌ

 وللبهيمةِ آخرُ وللطَّيرِ آخرُ وللسَّمكِ آخرُ، ومن الأجسادِ سماويةٌ

 ومن الأجسادِ أرضيةٌ ولكنَّ مجدَ السّماويّاتِ نوعٌ ومجدَ الأرضيّاتِ

 نوعٌ آخر


وأقولُ هذا يا إخوتي، إنَّ اللَّحمَ والدَّمَ لا يستطيعانِ أن يرِثا ملكوتَ

 السّماواتِ وإنَّ الفسادَ لا يرثُ عدمَ الفساد. ها أنا مُخبِرُكم بسرٍ وهو

 أننا لا نرقُدُ كلُّنا ولكنَّ كلَّنا نتغيَّر، بسُرعةٍ كطَرفةِ عينٍ حينَ يهتِفُ

 البوقُ الأخيرُ فيقومُ الموتى بغيرِ فسادٍ ونحنُ نتغيَّر، لأنَّ هذا الفاسِدَ

 مزمِعٌ أن يلبَسَ عدمَ الفساد وهذا المائتَ أن يلبسَ عدمَ الموت،

 ومتى لبِس هذا الفاسِدُ عدمَ الفساد وهذا المائِتُ عدمَ الموتِ تتِمُّ

 حينئذٍ الكلمةُ المكتوبةُ أنْ قدِ ابتُلِعَ الموتُ في الغَلَبةِ، فأين شوكتُكَ

 يا موتُ وأين غلبتُكِ يا جحيمُ، إنَّ شوكةَ الموتِ هي الخطيئةُ وقوَّةَ

 الخطيئةِ هي النّاموس، فالشُّكرُ لله الذي أعطانا الغَلَبَة بربِّنا يسوعَ

 المسيح



القراءة الرابعة: مت 25: 31-46


قال الربُّ:


 متى جاءَ ابنُ الإنسانِ في مَجْدِهِ وجميعُ ملائكتِهِ القدّيسين

 معهُ فحينئذٍ يجلسُ على عرشِ مَجْدِهِ، ويجتمعُ أمامهُ كلُّ الأُمم فيميّزُ

 بعضَهمُ من بعضٍ كما يميّزُ الرّاعي الخرافَ من الجِداءِ، ويقيمُ

 الخرافَ عن يمينهِ والجداءَ عن يسارهِ، حينئذٍ يقولُ الملك للذين عن

 يمينِهِ:


 تعالوا يا مُبارَكي أبي رِثوا المُلكَ المعَدَّ لكم مُنذُ إنشاءِ العالَم،

 لأني جُعتُ فأَطعَمتُموني وعطِشتُ فسَقَيتموني غريباً كنتُ

 فآويتموني، عُرياناً كنتُ فكَسَوتُموني مريضاً كنتُ فعُدتُّموني

 ومحبوساً كنتُ فأتيتُم إليَّ، حينئذٍ يقولُ لهُ أولئك الصدّيقون:


 يا ربُّ

 متى رأيناك جائِعاً فأطعمناك أو عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك

 غريباً فآويناك أو عُرياناً فكسوناك ومتى رأيناك مريضاً أو

 محبوساً فأتينا إليك، فأجاب الملكُ وقال لهم: 


الحقَّ أقولُ لكم كما

 أَنَّكم فَعَلْتُم ذلك بأحد إخوتي هؤُلاءِ الصّغارِ فبي أيضاً فعلتموهُ،

 حينئذٍ يقولُ أيضاً لِلذَّين عن يسارهِ: اذهبوا عنّي يا ملاعينُ إلى

 النّارِ الأبديةِ المعدَّةِ لإبليسَ وملائكتِه، لأني جُعتُ فلم تُطعموني

 وعطِشتُ فلم تسقوني، وغريباً كنتُ فلم تُؤوُني وعُرياناً كنتُ فلم

 تَكسوني ومريضاً ومحبوساً كنتُ فلم تزوروني، حينئذٍ يُجيبون هم

 أيضاً ويقولون: يا ربُّ متى رأيناك جائعاً أو عطشانَ أو غَريباً أو

 عُرياناً أو مَريضاً أو مَحبوساً ولم نخدُمْكَ، حينئذٍ يُجيبُ ويقولُ

 لهم


الحقَّ أقولُ لكم كما أنَّكم لم تفعلوا ذلك بأحدِ هؤلاءِ الصّغار

 فبي أيضاً لم تفعلوهُ، فيذهبُ هؤلاءِ إلى العذابِ الأبديّ والصّدّيقون

 إلى الحياةِ الأَبدية.












خادم الرب

موقع مليون مسيحي




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -